Pergerakan Islam di Indonesia Karya DR. Karam Farahat - Masuknya Islam ke Indonesia

الفصل الأول
دخول الإسلام إندونيسيا
* التعريف بإندونيسيا:
كلمة إندونيسيا مركبة من مقطعين أحدهما (إندو) بمعنى الهند، والثانية (نيسيا) بمعنى الجزر، فإندونيسيا معناها جزر الهند، وتسمى هذه الجزر بأسماء متعددة منها: الجزر الخضراء؛ لأن أرضها مكسوة بالخضرة والغابات، ويطلق عليها «جزر الملايو»، وكذلك «جزر الهند الشرقية»، كما أطلق عليها العرب اسم «جاوا»([1]). وأُطلق عليها «جزر الهند الهولندية»، و«جزر الهند النيدرلندية»، و«جزر السوند»، وشملها في وقت من الأوقات اسم «ملايو»، أو «ماليزيا» واسمها اليوم «إندونيسيا»، أو على الأصح «هندونيسيا»، وإنها أيضًا لتستحق أن نسميها «الجزر الخضراء»؛ لأنه على حد قول حبيب جاماتي، لا يوجد في العالم كله جزر يكسو سطحها هذا الثوب الأخضر، الذي تسربل به تلك المجموعة العجيبة من الجزر الكبيرة والصغيرة الآهلة بالسكان أو الخالية منها، وعدد الجزر نحو ثلاثة آلاف جزيرة أو أكثر([2]).
ومنذ النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري التاسع عشر الميلادي أخذ اسم إندونيسيا يغلب على ما عداه من الأسماء([3])، وتنقسم تلك الجزر إلى عدة مجموعات أشهرها: مجموعة جزر «سومطرة وجاوا وبورنيو وسيليبس» وتسمى هذه المجموعة صوندا الكبرى ومجموعة جزر أخرى تقع بين جزيرة غينيا الجديدة شرقًا وجزيرة جاوا غربًا وتسمى صوندا الصغرى ومجموعة أخرى هي مجموعة الجزر التي تقع بين سيليبس غربًا وغينيا الجديدة شرقًا، وتسمى جزر الملوك التي ورد ذكرها في كتب التاريخ([4]).
فهذه الجزر واسعة الأرجاء مترامية الأطراف، يصل امتدادها من الغرب إلى الشرق حوالي ثلاثة آلاف من الأميال، ويصور الإندونيسيون طول هذه الجبهة أن الأرخبيل([5]) الإندونيسي لو فرش على خريطة أوروبا وآسيا لكان طرف سومطرة الشمالي عند مدينة دبلن عاصمة أيرلندا، ووصل الطرف الشرقي في إيريان الغربية إلى مدينة طهران عاصمة إيران([6]).


* الموقع والمساحة:
تمتد إندونيسيا على شكل قوس عظيم بين المحيطين الهندي والهادي وقارتي آسيا واستراليا، وتعتبر دولة بحرية كبيرة، وتعد هذه الدولة أكبر مجموعة من الجزر العالمية، حيث تموج البحار من حولها بالثروة والحياة، وتقوم على حراستها أشجار نخيل الهند، الذي ينمو بكثرة في كافة الجزر الإندونيسية([7]). تمتد إندونيسيا من خط عرض 6درجة شمالاً إلى 11درجة جنوبًا، ومن خط طول 95درجة غربًا إلى 141 درجة شرقًا. وتبلغ مساحة الأرض 735000 ميل مربع (سبعمائة وخمسة وثلاثون ألف ميل مربع)، أي مليون وتسعمائة وأربعة آلاف وثلاثة مائة وخمسة وأربعون كيلو مترًا مربعًا، ومساحة البحر هي مليون ومائتان وثلاثة وستون ميلاً مربعًا (1.263.000) أي ثلاثة ملايين وثلاثة ومائة وواحد وثلاثون ألفًا ومائة وسبعون كيلو مترًا مربعًا، وأطول مسافة بين الشرق والغرب هي حوالي 3200 ميلة أو 5110 كيلو مترات، ومن الشمال إلى الجنوب 1200 ميل أي 1888 كيلو مترًا، وموقع إندونيسيا بين قارتي آسيا واستراليا والمحيط الباسفيكي والمحيط الإندونيسي قد جعل من موقعها موقعًا استراتيجيًا هامًا بين دول العالم([8]). أي تبلغ مساحتها الكلية (9.8 ملايين كم مربع تقريبًا، تتكون من 1.9 مليون كم مربع مساحة يابسة، 7.9 ملايين كم مربع مساحة بحرية)([9]).
وكثير من تلك الجزر معمور آهل بالسكان، ولكن الأكثر عددًا منها مازال غير مطروق، بل لعله لم يزل مجهولاً في مساحته وثروته الطبيعية، ولا يرده إلا الحيوانات، والنباتات تمتد في هذه الجزر لمسافات تزيد على ثلاثة آلاف ميل على طول خط الاستواء، وهي تبدو في امتدادها كمدرج من الجبال العالية يصل عبر المحيط ما بين آسيا واستراليا. وينتفع بمساحة إندونيسيا الواسعة من البر والبحر تجمع هائل من السكان يعتنق معظمهم دين الإسلام، ويصل عددهم أكثر من 92% من السكان([10]). حيث عدد سكانها طبقًا للمسح السكاني عام 2000م يبلغ (205.843.000) نسمة([11]).هذه الجزر تتمتع بموقع ممتاز ذي أهمية خاصة، هذا نقلاً عن وجود الموارد الأولية الضخمة والأيدي العاملة التي تستخدم في استغلال هذه الموارد([12]).
ولإندونيسيا أهمية استراتيجية في السلم والحرب، ويرجع ذلك إلى توسط موقعها بين استراليا وآسيا ولسيطرتها على الطرق الموصلة بين الصين واليابان([13]).


* الطبيعة والمناخ:
* طبيعة إندونيسيا:
تغلب على إندونيسيا الطبيعة الجبلية، كما توجد الجبال التي يزيد ارتفاعها على تسعة آلاف قدم، وتوجد في إندونيسيا بعض المناطق المنخفضة والسهول والمرتفعات والمناطق الجبلية. أما الأراضي المنخفضة وهي جزء صغير، توجد معظمها على طول السواحل في الجزر الرئيسية وعلى طول وديان الأنهار وأحيانًا تجفف السهول الرئيسية المرتفعة والهضاب والبحيرات الجبلية لتكون حلقة الاتصال بين الأقاليم الجبلية المرتفعة([14]).
أما الجبال فتكسوها الخضرة السندسية، ويلفها الجمال الطبيعي الأخاذ وتستغل ارتفاعها في عمل مدرجات زراعية، تسقى بواسطة استغلال انحدار المياه من القمم العالية([15]).
أما المياه الإقليمية لإندونيسيا فهي المساحة البحرية التي تقع في الحزام البحري لمسافة 12ميلاً بحريًا من الخط الرئيسي، بينما كل البحار والمضايق والخلجان التي تقع داخل النطاق تعتبر بحار داخلية([16]).
والأنهار في إندونيسيا صغيرة وليست طويلة إذا قورنت بالأنهار في آسيا وأوروبا وإفريقيا، إلا أن هناك عددًا من الأنهار الصالحة للملاحة مثل «أنهار موسى»، و«باتانجهاري»، و«اندراجيرى»، و«كامبار» في «سومطرة»، و«كابواس»، و«بارتيو»، و«ماهاكام»، و«راد جانج» في «كاليمانتان»، و«أنهار مامبيرامو» و«ديجول» في «إيريان الغربية»، و«نهر موسى» صالح للملاحة، ويمكن أن تسير فيه السفن التي تبلغ حمولتها حتى عشرة آلاف طن لمسافة ثمانين ميلاً. أما معظم البحيرات فهي توجد في الأقاليم الجبلية، وهي ليست كبيرة، وأهم هذه البحيرات هي بحيرة «توبا» و«مانينجوا» و«سنجا كاراك» في سومطرة، و«تمبة وتاوتي» و«سيد نرنج» و«مونتانا» و«بوسو» و«ليمبوتو» و«تواندانو» في «سولا ويسي» و«بينيا» و«سينتاني» في إيريان الغربية، وهذه البحيرات هي مصدر هام للأسماك، كما يوجد عدد كبير من المساقط المائية، والتي تعوق حركة المرور في الأنهار، التي هي الوسيلة الوحيدة للمواصلات في داخل الأرض من الأجزاء الكبرى من جزر كاليما نتاني وسومطرة وإيريان الغربية([17]).
* مناخ إندونيسيا:
من المعروف أن إندونيسيا تقع في المنطقة الاستوائية بين خطي عرض 6 درجة مئوية شمالاً، 11 درجة مئوية جنوبًا مما جعل مناخها استوائيًا ([18]) حيث يتساوى الليل والنهار إذ تشرق الشمس في الساعة السادسة صباحًا وتغرب في السادسة مساءً تقريبًا، والأشجار خضراء طول السنة([19]).
إلا أن الرياح الموسمية والرياح التجارية التي تسبب سقوط الأمطار الغزيرة في فصل الشتاء، والأمطار الخفيفة في فصل الجفاف كل منهما يمكن اعتباره عاملاً مهمًا من العوامل التي تؤثر في تخفيف درجة الحرارة، وتغيير طبيعة المناخ الاستوائي، بجانب المساحات الواسعة من البحار والمحيطات والخلجان التي تطوق إندونيسيا، ومنها تلك الكثرة الموفورة من القمم الجبلية، وكذلك الغابات الكثيفة التي تغطي مساحتها -تقريبًا- ثلثي مساحة الأرض، كل هذا كان له بالغ الأثر في خفض درجة الحرارة، وقد لوحظ أنها في المناطق الساحلية غالبًا ما تكون 26 درجة مئوية، وتنخفض الحرارة بمعدل درجة كلما ارتفعنا عن سطح الأرض 300 قدم، ففي إندونيسيا فصلان مناخيان: أحدهما فصل الجفاف، ويبدأ من شهر مايو إلى أكتوبر، والآخر فصل الشتاء، ويبدأ من شهر نوفمبر إلى شهر أبريل([20]).
وهذا الاعتدال بالحرارة أثر على نشاط السكان فجعل فيهم الحيوية، إذ من المعلوم أن النشاط قليل لدى سكان البلاد الشديدة البرودة أو الشديدة الحرارة، وهذا ما يؤثر بالتالي على الحضارة، ونحن لا نرى حضارات قامت في المناطق الشمالية الباردة جدًا أو المناطق الاستوائية الشديدة الحرارة، هذا إذا كانت الحوافز عادية، ولكن إذا كانت حوافز قوية تنبع من الأعماق كدوافع العقيدة، فيمكن أن تقوم الحضارة في أسوأ البقاع صلاحية لها، فليس في إندونيسيا موسم خاص للمطر وإنما يستمر طيلة العام([21]).
أما جوها فمتماثل طول العام تقريبًا، ومع وقوعها في هذه المنطقة فإن جوها ليس شديد الحرارة؛ لأنها تتكون من جزر يتخللها بحار، ثم لأن أرضها مكسوة بالخضرة والغابات، مما جعلها تسمى الأرض الخضراء، فخفت حرارة الشمس وأصبح جوها أقرب إلى الاعتدال، ولهذا يطلق على جو إندونيسيا الجو الاستوائي ولكن سواحل إندونيسيا أشد حرارة وأعلى رطوبة؛ لأنها مناطق منخفضة، أما الجهات الداخلية المرتفعة فهي أقل حرارة، ونسبة الرطوبة فيها منخفضة([22]).
* السكان واللغات:
* سكان إندونيسيا:
يبلغ عدد سكان إندونيسيا أكثر من (مائتين مليون نسمة) لذلك تعد سادسة بلاد العالم من حيث تعداد السكان بعد الصين والهند والاتحاد السوفييتي -سابقًا- والولايات المتحدة واليابان، وأكثر الإندونيسيين من جنس يُدعى الإندونيسي أو الملايوي، وهو جنس وافد من الخارج منذ حوالي أربعة آلاف سنة قبل الميلاد، وكان يظن أن هذا الجنس وافد من الصين والهند الصينية، ولكن البحوث الحديثة أثبتت أن المصريين والفينيقيين كانوا من الأجناس المبكرة التي نزلت إندونيسيا للتجارة واستوطنتها([23]).
ولكن المجموعة العربية هي التي اكتسبت احترامًا بالغًا عند السكان للروابط العقيدية بين الطرفين؛ ولأن الإندونيسيين يعدون العرب مثلهم الأعلى لحملهم رسالة الإسلام ونقلها إليهم، ولهم جمعيات خاصة بهم([24]).
يعتبر هؤلاء السكان أخلاط من أجناس مختلفة أهمها الجنس الملوي والصيني والهندي والعربي([25]).
ولا تزال بإندونيسيا رموز نشأت وتطورت في مصر ونقلها هؤلاء الرحالة إلى وطنهم الجديد إندونيسيا، فهي كغيرها من الأقطار الأخرى قد تعرضت في شتى العصور لهجرات بشرية متعددة.. ولذا فإن الإندونيسيين نتاج تلك العناصر البشرية المختلفة التي اختلطت دماؤها وامتزجت خصائصها وغلبت خصائص في بعضها ونقصت في البعض الآخر، ومن أجل ذلك يختلف الإندونيسيين اختلافًا بيئيًا في بعض الصفات الجنسية، وإن كانت تجمعهم إلا أقلهم صفات عديدة مشتركة والعناصر البشرية الهامة التي ساهمت في تكوين الشعب الإندونيسي هي: العنصر الزنجي والعنصر الملايوي وعناصر أخرى كالهنود والصينيين والعرب والأوروبيين([26]).
فسكان إندونيسيا موزعون توزيعًا غير منتظم على الجزر الإندونيسية فلون السكان يشبه لون سكان الشرق الأوسط تقريبًا، وكذلك الشعر الأسود الطويل الناعم، والعيون السوداء، وأحيانًا فيها اللون العسلي، والقامة أميل إلى القصر مع هيف يقرب من التحول، والأنف الأفطس قليلاً، والقواطع البارزة نوعًا ما أحيانًا والشباب الإندونيسي ذكي محب للعلم، والمرأة الإندونيسية على قدر من الجمال، ولها نشاط كبير في كل مجال، وهي خير عون لزوجها، وهي دعامة كبيرة من دعامات المجتمع، ويمتاز الإندونيسيين بالصبر والرضا والهدوء، ويوجد بإندونيسيا جماعات مختلفة، جماعات مدنية رفيعة في المدنية والتقدم، تجيد لغات أجنبية أخرى وبجوارها جماعات بدائية([27]).
من المعروف أن أكثر من 92% من سكان إندونيسيا يعتنقون دين الإسلام، وعدة ملايين يعتنقون النصرانية، وباقي السكان يدينون بديانات مختلفة كالبوذية والكنفوشية والهندوسية، فإندونسيا تمثل أكبر تجمع للمسلمين في العالم الإسلامي، ورغم بُعد هذه البلاد عن العالم العربي فإنها تحاول على الدوام أن تكون قريبة الصلة به، وقد أسهم الإسلام بدور كبير في تكوين هذه الدولة وتوحيدها والإبقاء على كيانها([28]).
* اللغات في إندونيسيا:
من المعروف أن إندونيسيا تتكون من آلاف الجزر، وكانت لكل جزيرة لغتها الخاصة التي تختلف عن غيرها من لغات الجزر الأخرى، وفي بعض الأحيان تكونت ممالك ضمت مجموعة من الجزر، ولكن لم توجه عنايتها لتوحيد اللغة، فقد اتجهت عناية الدولة إلى الوحدة السياسية والعسكرية، وليس للوحدة الثقافية، ثم إن توحيد اللغة كان عملاً شاقًا بعيد المنال، ولم يقف الأمر عند اختلاف اللغات باختلاف الجزر، بل إن الجزيرة الواحدة كانت تعيش فيها جماعات منفصلة بعضها عن بعض، وتختلف اللغة في جماعة عنها في أخرى، فليس من المبالغة أن يقال أنه كانت بإندونيسيا مئات اللغات قبل أن توجد اللغة الإندونيسية([29]).
فتضافرت الجهود للحصول على حل مشكلة اللغة، وكان الحل يكمن في اللغة الملايوية التي كانت متداولة بين التجار وأصحاب الأعمال وكثيرين من السكان في المنطقة بأسرها، أي في جزر الفلبين، وفي شبه جزيرة الملايو، وفي أكثر جزر إندونيسيا، وكانت هذه اللغة تستمد أصولها من اللغات الأصلية بتلك البلاد، وتقتبس من اللغات المختلفة كلمات سرعان ما تصبح أصيلة في هذه اللغة، وقد ساعد تطور الاتصال التجاري والديني والثقافي بين سكان هذه المنظمة وبين التجار الهنود والعرب والصينيين على تطور هذه اللغة وازدهارها، فالسكان في إندونيسيا يتكلمون أكثر من ثلاثين لغة، ومائتين وخمسين لهجة مختلفة، ويرجع ذلك إلى ترامي أطراف البلاد وتباعد أقسامها وصعوبة المواصلات التي تربط أجزاءها، وهذه اللغات تنضوي تحت مجموعة اللغة الملايوية الأم وأهم هذه اللغات الجاوية والسوندنية والمادورية([30]).
ثم إن انتشار التجارة وتنقّل التجار بين الموانئ الإندونيسية المختلفة جعل اللغة الملايوية تعم مناطق واسعة على الرغم من بقاء اللغات واللهجات المحلية، وتُعرف اللغة الملايوية الإندونيسية بـ«هاسا»، وقد كانت تكتب بالأبجدية العربية وحاولت هولندا إلغاء هذه الأبجدية ولكنها لم تجرؤ على ذلك، وهذه المحاولة تعود لإبعاد الصلة بين الإندونيسيين وبقية العالم الإسلامي، وخاصة البلاد العربية، ولكن عندما أُلغيت الخلافة العثمانية واستبدل أتاتورك الأحرف العربية بالأحرف اللاتينية تجرأت هولندا على ذلك، واستعملت الأبجدية اللاتينية للغة «هاسا» الإندونيسية، وقد عمت هذه اللغة وبهذه الكتابة بين المواطنين واستعملت في الصحف والمجلات والدوائر الرسمية، وتجد فيها كثيرًا من الكلمات العربية، وفي أيام الحكم الهولندي كانت اللغة الهولندية هي الرسمية، وتُدرس في المعاهد والمدارس([31]).
فاللغة الإندونيسية هي لغة الملايو التي تعد من قرون عديدة لغة التجار بين جزر إندونيسيا([32])، وهذه اللغة يتكلم بها الشعب الإندونيسي كلغة تخاطب شامل منذ أكثر من ستة قرون، إذ كانت اللغة الملايوية لغة تفاهم شعبي بين سكان أقاليم إندونيسيا، والباحث في اللغة الإندونيسية والدارس لآدابها والمتعمق لمشتقات كلماتها يجد أن كثيرًا من كلماتها اقتبست من اللغة العربية، وأتت عن طريق الإسلام([33]).
* الأديان في إندونيسيا قبل الإسلام:
في عصور التاريخ الأولى، كان سكان جزر الهند الشرقية -إندونيسيا فيما بعد- يدينون بدين الطبيعة، أو فلنسميه دين «الروح» أي أنهم كانوا يعتقدون أن الطبيعة مصدر كل شيء ومرجعه، وأن للأحياء والأشجار أرواحًا تحوم حولها وتحرسها، وإن كل حركة من حركات الإنسان تسيرها الروح الحائمة حوله، وكانوا يقدمون القرابين للأشجار والحيوان استرضاء لأرواحها، أو بعبارة أخرى للآلهة القائمة على حراستها، وفي القرن الخامس الميلادي حمل الصينيون والهنود إلى الجزر الخضراء معتقداتهم الدينية، أي الديانتين البوذية والبرهمانية، وانتشرت الديانتان انتشارًا واسعًا عم الجزر كلها أو جلها وشيدت المعابد([34]).
فالبوذية لا تعترف بوجود إله، كما لا تؤمن بالنبوات ولا بالنفس الإنسانية، وأن الأخرى وهي الهندوكية تؤله مظاهر الطبيعة وتشتمل على أنماط من التعاليم، وأنماط من السلوك، تفر منها النفس الإنسانية الراقية، وتنحيه عن ساحتها فضلاً عن الأديان ورسالاتها المقدسة، أما البرهمانية فإنها مملؤة بأسماء الأرباب والشياطين والأرواح والملائكة، وعقيدتها الكبرى قائمة على الثالوث المؤلف من «براهما»، و«فشنو»، و«سيفا»، وفيها للآلهة صفات الذكورة والأنوثة، فضلاً عن صفات الشخوص، وأما البوذية فقالت: إن القضاء على الآلام لا يكون إلا بالقضاء على الوعي، والتجرد من لباس الجسد للدخول في السعادة العليا التي تتاح للمخلوقات، ولزم من أجل ذلك أن تنكر الواعية في الإنسان، «فالنرفانا» أي السعادة العليا هي الإله الذي لا يعي نفسه ولا يعي غيره([35]).
فالأديان التي كانت بإندونيسيا قبل الإسلام كانت وافدة، كالبوذية والهندوكية، وكانت البوذية عبارة عن عودة إلى الأحجار والأصنام، وكانت الهندوكية تحمل عادات الهند وتقاليدها، مما جعل فيها فرض تقاليد شعب على شعب آخر، ومن هنا لم يكن للإندونيسيين حماسة التمسك بهاتين الديانتين، وهما قائمتان على التقشف الذي يعطي فكرته الكهنة الذين يسطرون التعاليم الدينية على حسب إرادتهم، ويوجهونها على النظام الذي يليق بمكانتهم، أما الدين الهندوكي فقد أنشأ نظام الطبقات الذي خول الكهنة كل السيطرة على بقية الطبقات، فهم الرؤساء الذين بيدهم تصرف أمور الكهنوت، وهم يؤدون الطقوس الدينية التي تربط الرغبات الإنسانية في إذلال كلي نحو المعبود الذي منه يستمد الرضا والسعادة والأمن والطمأنينة([36]).
وقد أثرت الديانة البوذية في هذا النظام إذا محت الفوارق وألغت الطبقات، وجعلت الدين فلسفة تقشفية بحتة([37]).
هذه الأديان كان تضل الأفكار، وتقسم قوى النفس البشرية، وتساعد على تعدد النِّحل، وتحمل المعتقدين على اختيار الآلام وحب العذاب، وعدا ذلك فإن في هذه الديانات من تفاوت الطبقات ووضع بعض الناس في أعلى عليين وبعضهم في أسفل سافلين ما يحرم المعتقدين من كل مساواة حتى في الحضرة الإلهية، أما الدين الإسلامي فقد أتى أهالي إندونيسيا بما كانوا يشعرون بالحاجة إليه من المساواة التامة فضلاً عن كون عقيدته صافية واضحة ([38]).
* دخول الإسلام إندونيسيا:
دخل الإسلام جزر إندونيسيا في شكل تدرج سلمي بطيء منذ القرن الأول الهجري-السابع الميلادي، وذلك على أيدي العرب الذين جابوا هذه البلاد منذ قديم الزمن في تجارتهم البحرية مع الشرق([39]).
فالحقيقة أن دخول الإسلام ليس عن طريق الحرب والغزو أو الفتح، فالروايات المتناثرة هنا وهناك سواء في دوائر المعارف أو المراجع التاريخية القديمة والحديثة تدل على أن الإسلام بدأ يهتم بحركة امتداد الدعوة الإسلامية وبثها في جزر الشرق الأقصى في وقت مبكر، إبان عصر الصدر الأول، حيث سافر أحد دعاة الصحابة الماهرين في شئون الدعوة ويُدعى «رهاب بن رعشة»([40]) إلى الصين لنشر الإسلام الحنيف في ربوعها، وكان ذلك بعد الهجرة ببضع سنوات، وهناك تعلم اللغة الصينية ودرس عادات القوم وطبائعهم وعقائدهم القديمة، ثم أخذ يبث فيهم دعوة التوحيد، فتجمع الناس حوله وأثار أمره إمبراطور الصين آنذاك «شاي تسونج» فأذن له بمقابلته عام 628 ميلادية، وهذا التاريخ يوافق السنة السابعة من الهجرة([41]).
ويعني ذلك أن سفره إلى الصين، وبدايته في بث دعوته كان قبل هذا التاريخ، ومن قبل ذلك كان للعرب علاقات تجارية مع الصين يرجعها بعض الباحثين إلى سنة 300 ميلادية، والبعض الآخر إلى ما قبل ذلك([42]).
فليس معنى هذا أن دخول الإسلام وانتشاره في تلك المناطق توسع عربي دوافعه التجارة وسد الجوع والحرمان، فالعرب لم يجهلوا البحر لا في جاهليتهم ولا في إسلامهم، فقد باشروا التجارة قبل الإسلام وبعد الإسلام، ودخلوا إندونيسيا في ثوب تجاري لنشر الإسلام ووصلت الدعوة خالصة لوجه الله عز وجل، فكانت التجارة وسيلة أوصلت إلى الشعب الإندونيسي إشعاعات العقيدة الإسلامية التي تسربت إلى قلوب الناس فارتاحت أفئدتهم لهذه العقيدة([43]).
بدأت البذور الأولى تثبت جذورها في تلك الأرض واتخذت جميع الوسائل لإدخال الإسلام إلى نفوس الشعب كمعاملة السكان للتعرف على الخلق الإسلامي لإقبال الناس على هذا الدين، حيث كان التجار المسلمون يشترون العبيد ويعتقونهم ليرفعوا من قيمتهم الشخصية ويدعونهم إلى الإسلام، كما أنهم يتزوجون من سكان البلاد فتدخل الزوجة في دين زوجها بعد أن تتعرف على حقيقة الإسلام عن قرب ويتبعها بذلك أهلها وأقرباؤها([44]).
لقد سهل دخول الإسلام إلى تلك البلاد كون العرب قد دخلوها وهو يتاجرون في الحرير الصيني من قبل عام 600 ميلادية، أي قبل الهجرة النبوية بحوالي ربع قرن من الزمان، الأمر الذي سهل فكرة دخول الإسلام إلى تلك الجزر، عبر طريق التجارة البحري إلى «كانتون»([45])، ومن المقبول كذلك أن يسلك طريق القوافل البرية إليها عبر سهول آسيا وجبالها.
فهؤلاء التجار قد وفدوا من الجزيرة العربية، ومن حضرموت وعدن ومن أبناء الجاليات العربية المنتشرة في جزر الهند الشرقية، أو من المنحدرين من أصل عربي، جاء أباؤهم من حضرموت، هاجروا أول ما هاجروا إلى جزيرة سومطرة وجاوا، وأسسوا فيها جاليات تكاثرت وازدهرت وسيطرت على التجارة بين جزر الهند الشرقية وسواحل الهند وامتد نشاطهم وتشعب في مختلف الميادين ومرافق الحياة، وانتقلوا مع الوقت من سومطرة وجاوا إلى الجزر الأخرى، وأنشأوا فيها المتاجر ومراكز المقايضة والمبادلة على منتجات البلاد، وكانت سفنهم تجوب البحار في كل الجهات([46]).
ولما اتسعت الدولة الإسلامية، وأذاع البيزنطيون عنها أنها دولة عسكرية وأنها سوف تسيطر على طرق التجارة العالمية، وأرسل الإمبراطور الصيني «كاوتونج» حوالي عام 650 ميلادية الموافق 30 هجرية بعثه إلى المدينة لمقابلة الخليفة عثمان بن عفان t والتفاهم معه، وقد رد عليه الخليفة عثمان بن عفان t ببعثة أخرى أرسلها إلى بلاد الصين عام 651م-31هـ ثم تلتها بعثة أخرى عام 713م-95هـ، ثم ثالثة عام 726م-108هـ([47]).
كل ذلك يدل على اهتمام عصر الرسول r وعصر الخلفاء الراشدين بتوثيق العلاقات مع جزر الشرق الأقصى، وبث الدعوة الإسلامية في ربوعها بواسطة دعاة يسترخصون في سبيلها كل غال، من جهد أو مال أو حياة، فإن أول من أوصل نور الإسلام إلى هناك كان من الدعاة المخلصين للدعوة ولم يكن تاجرًا، وفي عصر الدولة الأموية اشتد اضطهاد رجال الحكم للعلويين، فهاجر بعضهم إلى الصين واستوطنوها ومد لهم إمبراطورها يد المساعدة وكان ذلك عام 750 ميلادية([48]).
لا يُستبعد أن يكون البعض منهم قد ألقى عصا الرحيل في بعض مواني إندونيسيا في شمال سومطرة، حيث يحلو لهم المقام، وحيث تدل على ذلك سلالاتهم التي ماتزال موجودة هناك حتى اليوم.
ويقول أحد علماء أرخبيل الملايو «عبد الملك كريم أمر الله»: إن دخول الإسلام في تلك الجزر كان عن طريق رجال من دعاة العرب، إبان القرن السابع الميلادي، وأنهم يأخذون من مواني الهند مقرًا للراحة، كما أنهم يقومون بالزواج من بعض فتيات هذه المنطقة([49]).
أما من حيث الفتوحات الإسلامية فقد حارب الأمير قتيبة بن مسلم عام (88هـ-706م) أهالي الصغد وفرغانة([50]) التابعين للصين، ثم عاود محاربتهم في جهات أخرى عام (96هـ- 714م)، وفي حوالي عام (134هـ/ 751م) قامت ثورة في البلاد الصينية اندلع لهيبها في كافة أنحاء البلاد ولما استفحل أمرها اضطر الإمبراطور «سوتسونج» إلى الاستنجاد بالخليفة العباسي أبي جعفر المنصور، فأنفذ إليه الخليفة المنصور جيشًا قوامه خمسة آلاف مقاتل من رجاله الأشداء، فأحبطوا الثورة، وتمكنوا من إعادة الإمبراطور إلى العرش، واسترداد مدينة «سينجان فو» عاصمة الإمبراطورية الصينية، ويذكر المؤرخون أن الجنود المسلمين التابعين للخليفة المنصور لم يعودوا إلى بلادهم بعد انتهاء مهمتهم في الصين بل طاب لهم العيش في الصين([51]).
فتزوجوا من النساء الصينيات وأقاموا في داخل الصين أحياء إسلامية وتناسلوا وكانوا يشترون العبيد أيام المجاعات ويدخلونهم الإسلام، فزاد بذلك عدد المسلمين ووصلوا نسبة لا بأس بها من مجموع السكان([52])، وكذلك كان الوفود تتردد بين الخليفة هارون الشريد وبين إمبراطور الصين «سوتسونج» حيث كانت تستقبل هنا وهناك بالحفاوة والترحيب، مما كان عاملاً مساعدًا ومشجعًا على ازدهار التجارة العربية والدعوة الإسلامية في ربوع الصين، بل إن العرب قد تمكنوا من السيطرة على مدينة «كانتون» بأكملها ونشروا الإسلام في الجهات التي حولها.
نخلص من ذلك أن الإسلام قد وصلت أنواره الأولى إلى جزر الشرق الأقصى قبل السنة السابعة من الهجرة النبوية، ويحملها الصحابي الداعية «رهاب بن رعشة» t.
وأن القرن الأول الهجري كان حافلاً بالصفحات الناصعة، التي تسجل العلاقات الطيبة بين العالم الإسلامي في الغرب، وبين جزر الصين في الشرق، وأن الحكام المسلمين كانوا يدعمون عروش ملوك الصين، وهؤلاء بدورهم كانوا يردون هذا الصنيع إلى كل من يقيم لديهم من العرب والمسلمين فلا يقفون في طريق دعوتهم، وأن عدة آلاف من جنود العرب المسلمين استحبوا الصين واستوطنوا وتناسلوا فيها.
وكما اهتم المسلمون بجزر الصين اهتموا أيضًا بالهند في فجر الإسلام، وحرص الحكام على الدعوة للإسلام فيها، وأقدم ما وصلنا من أنباء عن دخول الإسلام إلى أرض الهند عندما بلغ «أن راجا» أي ملك «مالابار»([53]) عندما بلغ خبر الإسلام أرسل وفدًا إلى بلاد العرب للتعرف على الدعوة الجديدة والتقرير عنها، فلما وصل الوفد إلى المدينة المنورة كان النبي r قد لحق بالرفيق الأعلى، فقابل الوفد الخليفة أبا بكر الصديق وتبادل معه البحث، حتى اقتنع الوفد بالإسلام فاعتنقه وعاد به إلى «مالابار»([54]).
ومعروف أن الرسول r انتقل إلى الرفيق الأعلى سنة (632م- 11هـ) وقد تولى أبو بكر الصديق الخلافة من بعده، وفي ذلك العام وصل الوفد الهندي، وأسلم ثم عاد إلى قومه بالجنوب الغربي للهند.
ويذكر البلاذري: أن عمر بن الخطاب t  ولى على البحرين وعمان عثمان بن أبي العاص سنة (15هـ)، فوجه أخاه الحكم إلى البحرين ومضى إلى عمان وأقطع جيشًا إلى «تانة» فلما رجع الجيش كتب إلى عمر بن الخطاب يعلمه بذلك، ولما ولى عثمان بن عفان t  وولى عبد الله بن عامر بن كريز العراق كتب إليه يأمره أن يوجه إلى ثغر الهند من يعلمه، وينصرف إليه يخبره، فوجه «حكيم بن جبلة العبدي» فلما رجع أوفده إلى عثمان بن عفان t فسأله عن حال البلاد فأخبره، فلما كانت سنة (38هـ) وأول سنة (39هـ) في خلافة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه توجه إلى ذلك الثغر «الحارث بن مرة العبدي» بإذن علي t ، فظفر وأصاب، ثم غزا المهلب بن أبي صفرة في أيام معاوية بن أبي سفيان سنة 44هـ، ولما ولي الحجاج بن يوسف الثقفي العراق ولّى محمد بن القاسم بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل في أيام الوليد بن عبد الملك، فغزا السند، ودخل «البيرون» فصالح أهلها([55]).
وكان فتح محمد بن القاسم للسند سنة (712م-94هـ) ومنذ ذلك التاريخ أصبحت ولاية إسلامية وصارت قاعدة لما وقع بعد بذلك من فتوح مباركة، ففتحت «كوجارت» سنة 712م، و«بَرْوَجُ» سنة 724م([56]).
مما سبق نستنتج أن الهند درجت على أديمها في سنة (11هـ-632م) وذلك بإسلام الوفد الملاباري عند الخليفة أبي بكر الصديق t  وفي الصين كانت قبل ذلك ببضع سنوات على يد الصحابي الداعية «رهاب بن رعشة» سنة (7هـ-628م).
وإذا كان دخول الإسلام إلى الصين قد بدأ مبكرًا، وكذلك كان حاله في الهند، وأن إندونيسيا آنذاك كانت تعتبر جزءًا من الجزر الهندية وبعض الرحالة كانوا يطلقون عليها جزائر الصين، وآخرون يسمونها جزائر الهند([57]).
حيث تقع في الوسط من طريق المواصلات البحرية بين الهند والصين، وأن بعض موانيها كانت ملتقى للمسافرين من هنا ومن هناك من الشرق ومن الغرب حتى أطلق على أحد موانيها «ملقا»؛ لأنها كانت محطة التقاء بين الغادين والرائحين، أفليس من المقبول عقلاً بعد ما بيناه من حقائق أن يكون الإسلام قد دخل إندونيسيا كما دخل غيرها من بلاد الصين أو الهند، وإن إهمال التاريخ لذكر أخبار الإسلام الأولى فيها بذاتها لم يكن له ما يبرره، إلا لأنها كانت آنذاك جزرًا تابعة للهند، فالحديث عن الهند في هذا الصدد يعتبر في نفس الوقت حديثًا عن جزر إندونيسيا، فمن هنا اندرجت أخبارها ضمن أبناء الهند أو أبناء الصين،ِ ويؤيد ذلك، أن أول من زار إندونيسيا هو من تجار العرب المسلمين في القرن السابع الميلادي- القرن الأول الهجري، حيث حطوا رحالهم في سومطرة في طريقهم إلى الهند([58]).
ويؤيد ذلك صاحب «حاضر العالم الإسلامي» حيث قال: في ابتداء القرن السابع الميلادي زادت التجارة مع الصين على طريق سيلان حيث إنه وجد تجار عديدون من العرب في «كانتون» بالصين في منتصف القرن الثامن الميلادي، لذلك يتقوى الاحتمال بأن العرب قد ذهبوا بتجارتهم إلى بعض الجزائر الهندية الشرقية في ابتداء القرون الأولى من الهجرة، كما فعلوا في أماكن أقرب وأخرى أبعد منها، بينما بعض هذه الجزائر مثل سومطرة واقعة بينهما، وكما ذُكر في كتب التقويم الصينية أنه في سنة (674م-55هـ) كانت هناك جالية عربية في الشاطئ الغربي من سومطرة([59]).
وقيل جاء أول المسلمين إلى إندونيسيا في بداية القرن السابع، بينما جاء العرب إلى إندونيسيا قبل ذلك خلال القرن الأول، وأقاموا أول مركز لهم في شمال سومطرة وأعقب ذلك مباشرة قيام ممالك إسلامية في «سامدرا» و«باساي» و«بيرلاك» وغيرهم([60]).
وبناء عليه فإن الوجود الإسلامي ثبت في سومطرة سنة 55 هـ، وليس بعيدًا أن يكون وجوده في سومطرة في وقت قريب جدًا من الوقت الذي وصل فيه الصحابي الداعية رهاب بن رعشة في طريقه إلى الصين لتبليغ الرسالة وإعلاء كلمة التوحيد في بلاد كانت تعبد القوى الطبيعية وأصنامها.
وخلاصة الأمر أن الإسلام دخل هذه البلاد في القرن الأول الهجري- السابع الميلادي على يد رجال من العرب المسلمين، وكانت هجرتهم خالصة لوجه الله عز وجل، واستخدموا في دعوتهم القدوة الطيبة والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة([61]).
³ انتشار الإسلام في إندونيسيا:
دخل الإسلام إندونيسيا خلال القرن السابع والثامن والتاسع الميلادي، وذلك عن طريق الجماعات التجارية، والتي كانت تصاحب معها فيما بعد بعض الدعاة والعلماء، وقد دخل الإسلام أولاً على يد رجال من العرب عن طريق المواني التجارية في الهند ثم كثرت رحلات الدعاة إلى هذه البلاد([62]).
فكان هناك دعاة من بلاد فارس والهند من الإندونيسيين أنفسهم، واستمرت هذه الحالة هكذا طوال القرن السابع والثامن حتى التاسع الميلادي، حتى جاء القرن العاشر الميلادي حتى القرن الخامس عشر الميلادي، وازدهر الإسلام وانتشر في جزر إندونيسيا([63])، فلعل هذه الجزر الإندونيسية أصلح مكان لتقرير الحقائق عن سر انتشار الإسلام بين الأمم التي كانت تدين بغيره قبل وصوله إليها، ففي كل موضع فيها تصحيح لأوهام من يزعمون أنه دين ينتشر بالسيف ولا ينتشر بغيره، وفي كل موضع دليل من الواقع على فعل القدوة الحسنة في انتشار الإسلام بغير عنف بل بغير اجتهاد في الدعوة أكثر الأحيان([64]).
وقد بدأت سمات الجماعة الإسلامية تتضح كجاليات لها طقوسها الدينية وتقاليدها الإسلامية ورغم اختلاف الجنسيات التي كانت تكون هذه الجماعات، فقد كانت تجمعها كلها كلمة واحدة هي الجماعة الإسلامية، فقد ألف الإسلام بين العرب والفارسيين والملاويين والإندونيسيين الذين رضوا بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبسيدنا محمد r نبيًا ورسولاً.
لقد زاد انتشار الإسلام فيها عن طريق التجار العرب والإندونيسيين على السواء لا سيما في عهد الخليفة العباسي «هارون الرشيد» (170-193هـ/ 786-809م) حيث كان التجار من الجانبين يلتقون في مواني الخليج العربي لتبادل التجارة فحل الإسلام محل البوذية والوثنية([65]).
وتكاد تكون هناك منافسة كريمة بين الهنود والعرب، وكل منهما صاحب الفضل في نشر الإسلام في جزر الملايو وإندونيسيا؛ لأنها منافسة ترمي لنيل هدف سام، بينما كان العرب أسبق في القيام بنشر الإسلام لأنهم الذين تلقوا الإسلام قبل غيرهم وهم الذين حملوه إلى الشام ومصر والشمال الإفريقي والأندلس وفارس ثم إلى الهند وما وراء النهر وإلى الملايو وإندونيسيا وقد جاء الإسلام إلى إندونيسيا على المذهب الشافعي.
كذلك كان للحضارمة هجرات تاريخية إلى الملايو وإندونيسيا، فقد رحلوا تجارًا وعلماء، وكانوا يعرفونها قبل الإسلام، واستطاعوا أن ينشروا الإسلام في كثير من البلدان والأمكنة وأن يعاشروا السكان معاشرة أقرب إلى الامتزاج، وكان لهم دور بارز في نشر الإسلام بإندونيسيا وبالجزر والبلاد المحيطة بها([66]).
وعاشت هذه الجماعة الإسلامية بحريتها في ظل ممالك هندوكية مثل «لجكاسوكا» و«جغكالا» و«داها» و«سغهاساري»، وفي ظلال هذه الممالك غير المسلمة كان من السهل على المسلمين أن يتصلوا بالصين إما على سبيل النشاط الفردي أو كمبعوثين في سفارات رسمية من هذه الممالك، كما يرجع تكاثر الجماعة الإسلامية في هذه القرون إلى عوامل ثلاثة:
الأول: استقرار العرب والفرس الدعاة، وتكوين أسر لهم من العائلات الأصلية لسكان هذه الجزر.
الثاني: دخول العبيد في الإسلام ليحصلوا على الحرية ولشعورهم بالوحدة والمساواة بينهم وبين الأسياد في المبادئ الإسلامية، حيث لا فرق لعربي على أعجمي إلا بالتقوى.
الثالث: دخول أفواج من أهل البلاد في الإسلام بسبب النشاط والمعاشرة الكريمة التي أبداها المسلمون في خلق كريم ومستوى رفيع من المعاملات والتوادد والوحدة الإسلامية، وتقدير القيم وأدب التصرف وإعجاب السكان بهذه القيم وهم يتمثلونها عن رضى وإقناع مما جعلهم يقبلونها فوجدوا أنفسهم مسلمين.
وقد ساعدت هذه العوامل على انتشار الإسلام وتوسيع رقعة العقيدة الإسلامية حتى غدت ممالك «بوذا» والديانة الهندوكية في بلاد أرخبيل الملايو تضعف لفساد عقيدتها وفي مقدمة هذه الممالك مملكة «سري وي جايا» بسومطرة الجنوبية، وقد أخذت في الضعف والذبول خاصة بعد الحرب الطاحنة التي قامت بينها وبين مملكتي «مادا غكامولان»، و«وتشولا ماندالا»، وقد صادف هذا الضعف في هذه الممالك البوذية يقظة إسلامية في بلاد منبع الإسلام، إذ نقلت قيادة الإسلام أو الدعوة الإسلامية من بغداد إلى القاهرة في عصر المماليك([67]).
لقد أحس سكان البلاد أنهم يعيشون في كنف الإنسانية وبدءوا يحسون بآدميتهم، حيث انتقلوا بفضل الإسلام من الجاهلية إلى الإسلام، ومن الهمجية إلى الإنسانية، ومن البدائية إلى الرقي والحضارة، فقد قدم لهم الإسلام الحرية والمساواة والعدل والنظام والمحبة([68]).
وبانتقال القيادة إلى مصر تأثرت معنويات المسلمين في إندونيسيا فقامت في هذه الفترة أول مملكة إسلامية في «آتشه» بسومطرة الشمالية، وبدأ الإسلام ينتشر بشكل واضح، وأصبح دينًا لبعض الدويلات في شمال سومطرة في أواخر القرن الثالث عشر، ثم انتشر الإسلام في هذه المنطقة إلى «ملقا» على الساحل الغربي من الملايو بفضل المصاهرة بين سلطان «آتشه» وحاكم «ملقا»([69]).
ولقد صادف هذا الانتشار الإسلامي في هذه الجزر ضعف دولة «بوذا» في «جاوا» التي كانت تعرف بمملكة «ماجا فاهت» والتي كانت معقل الهندوكية؛ وذلك بسبب موت ملكها «فاهت كاجامادا»، ولقد كان لاتساع رقعة مملكة «فاساى» أثر عظيم في توطيد دعائم المبادئ الإسلامية في هذه المنطقة وقوة المسلمين الذين انتشروا في هذه الديار من تلك الجزر، وقد ساعد على تلك السياسة الحكيمة التي اتبعها ملوك هذه الدول باتباع سياسة هادئة مع جيرانهم من ملوك الصين الذين اعترفوا لهم بسيادتهم الإسلامية، فكان لذلك أثره الطيب إذ اتسع سلطان الإسلام وانتشر في ربوع البلاد حتى وصل إلى جزيرة «مالوكو» في الطرف الآخر لإندونيسيا من جهة الشرق في اتجاه قارة استراليا وأحاط بجزيرة «كالمنتان» أكبر جزر إندونيسيا حاليًا، ففي أوائل القرن السادس عشر الميلادي سقطت «ملاكا» على يد البرتغال وبسقوطها ضاعت إحدى دول الأمة الإسلامية في أرخبيل الملايو، وصاحب هذا السقوط إقامة ممالك أخرى في «آتشه» و«دري» و«دماق» و«بانتام» في جاوا، وفي نفس الوقت قامت مملكة «جهور» التي تتصل أراضيها برقعة أرض «ملاكا» التي استعمرها البرتغال، وقد اشتهر في تلك الفترة عدة سلاطين اشتهروا بنشاطهم الإسلامي منهم:
سلطان آتشه السلطان علي المغبط، ورادن فاتح سومطرة الجنوبية فالمباغ والسلطان والي سونجو في جاوا... إلخ([70]).
وخلال القرن السابع عشر دبّ الصراع بين الاستعمار بعضه مع بعض من جانب، ومع المسلمين من جانب آخر، فقام صراع بين البرتغال والأسبان من جهة، وصراع بين المسلمين والإنجليز والهولنديين من جهة أخرى، مما أعطى الفرصة لظهور قيادات إسلامية عليا في هذا الصراع مثل: السلطان تشن باياسا في بانتام، والسلطان «ترونو جوبو» في مادورا، والسلطان حسن الدين في مكاسار، وكذلك ظهرت كتبة من العلماء الأفذاذ منهم: الشيخ نور الدين رانبري في آتشه، والشيخ عبد الرؤوف سنغكيل، والشيخ حمزة فانسوري، والشيخ يوسف تاج الخلوتي في مكسار([71]). وهكذا أظهر الجهاد الإسلامي ضد الاستعمار قدرات الأمة الإسلامية وإمكانياتها في الحافظ على وطنها ودينها، وكانت هذه القدرات تتمثل في النشاطين الحكومي بقيادة السلاطين، والشعبي بقيادة العلماء.
وفي القرن الثامن والتاسع عشر الميلادي كان الصراع العنيف من أجل الحصول على حياة مستقلة في أرض الوطن وطرد الاستعمار بكل ألوانه وأنماطه وأبعاده خاصة الاستعمار الهولندي والإنجليزي، ساعد على هذا النشاط حسن الاتصال بحكومة الحجاز ووفود جماعات من شباب العرب من حضرموت، مما جعل هذا النشاط رصيدًا فعَّالاً للحركة الإسلامية التي تصارع الاستعمار الذي لم يبق في وجهه إلا نشاط الشعب بقيادة العلماء بعد أن اضمحلت سلطة الملوك والأمراء، ولو أن بعضهم جاهد الاستعمار بصفة فردية مثل الأمراء من سلالة «بوكسيس» الذي استشهد في الدفاع عن «ملاكا» ضد البرتغال، «ووليد إمام» بموندل و«ديفونكورو» بجاوا، والسيد عمر جوهان وقائد فوليم في آتشه، والسلطان داود بدر الدين في «فالمبلاغ»... إلخ، وقد ساهم في حركة الاستقلال: الشيخ أرشد في بانجار ماين، والشيخ نواوي في بانتام، والشيخ عبد الصمد في فالمباغ والسيد عثمان بن يحيى في جاكرتا([72]).
كان لانتشار الإسلام أثره العميق في قيام ممالك إندونيسية متعددة في تلك الجزر، مثل مملكة «بانتام» التي أسسها الملك حسن الدين في «جاوا» الغربية، ومملكة «متارام» التي أقامها رجل عسكري يُدعى سنافاتي في شرق جاوا، وبذلك أصبحت جزيرة جاوا مركز إشعاع للدين الإسلامي، وانتقل منها إلى غيرها من الجزر، ومملكة آتشه في شمال سومطرة ومملكة ديماك في وسط جاوا والتي أقامها رمضان فاطمي 832هـ، ومملكة بالبانج في جنوبي سومطرة، وبانتشار الممالك الإسلامية تم القضاء على إمبراطورية «ماجافاهيت»([73])، وانتهى حكم الهنود في تاريخ إندونيسيا([74]).



([1]) أحمد شلبي: موسوعة التاريخ الإسلامي، ط. مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، 1983م، 8/413.
([2]) حبيب جاماتي: الجزر الخضراء هندونيسيا، طبعة دار المعارف، القاهرة، 1957م، ص5، 6.
([3]) إسماعيل أحمد ياغي: تاريخ شرق آسيا الحديث، طبعة مكتبة العبيكان، الرياض، 1994م، ص169.
([4]) محمود شاكر: جغرافية العالم الإسلامي، طبعة المكتب الإسلامي، بيروت، 1987م، ص84.
([5]) الأرخبيل: لفظ غير عربي، أجازه مجمع اللغة العربية، يقصد به مجموعة من الجزر المتقاربة. انظر: مصطفى الخطيب، معجم المصطلحات والألفاظ التاريخية، طبعة مؤسسة الرسالة - بيروت 1996م، ص23.
([6]) عبد الرحمن زكي: المسلمون في العالم اليوم.. آسيا الإسلامية، ط. مكتبة النهضة المصرية، القاهرة 1959م، ص51، وأحمد شلبي: موسوعة التاريخ الإسلامي، 8/415.
([7]) حسن محمد جوهر، وعبد الحميد بيومي: إندونيسيا، طبعة دار المعارف، القاهرة 1959م، ص27.
([8]) وزارة الإعلام الإندونيسية: إندونيسيا، طبعة وزارة الإعلام الإندونسية، بدون تاريخ، ص7.
([9]) هيئة الاستعلامات بإندونيسيا، لمحة عن إندونيسيا لعام 2002م، طبعة هيئة الاستعلامات الإندونيسية - إندونيسيا 2002م، ص1، 2.
([10]) محمد أحمد السنباطي: حضارتنا في إندونيسيا، ط. دار القلم، الكويت، 1982م، ص18-20.
([11]) هيئة الاستعلامات بإندونيسيا، لمحة عن إندونيسيا لعام 2000م، ص44.
([12]) إسماعيل أحمد ياغي: تاريخ شرق آسيا الحديث، ص170.
([13]) عطية محمد: إندونسيا المجاهدة، ط. دار الطباعة المصرية الحديثة، القاهرة 1948م، ص6.
([14]) قسم الاستعلامات والعلاقات العامة بسفارة إندونيسيا بالقاهرة: إندونيسيا، طبعة سفارة أندونيسيا بالقاهرة، 1977م، ص9.
([15]) محمد أحمد السنباطي: حضارتنا في إندونيسيا، ص22.
([16]) قسم الاستعلامات بسفارة إندونيسيا بالقاهرة: إندونيسيا، ص10.
([17]) قسم الاستعلامات بسفارة إندونيسيا بالقاهرة: إندونيسيا، ص12.
([18]) محمد أحمد السنباطي: حضارتنا في إندونيسيا، ص22.
([19]) قسم الاستعلامات بسفارة إندونيسيا بالقاهرة: إندونيسيا، ص12.
([20]) محمد أحمد السنباطي: حضارتنا في إندونيسيا، ص22-24.
([21]) محمود شاكر: إندونيسيا، ص17.
([22]) أحمد شلبي: موسوعة التاريخ الإسلامي 8/415.
([23]) أحمد شلبي: موسوعة التاريخ الإسلامي 8/419، 420.
([24]) محمود شاكر: إندونيسيا، ص22، 23.
([25]) عبد الرحمن زكي: المسلمون في العالم اليوم، ص54.
([26]) حسن محمد جوهر، وعبد الحميد بيومي: إندونيسيا، ص45، 46.
([27]) أحمد شلبي: موسوعة التاريخ الإسلامي، 8/420-421.
([28]) إسماعيل أحمد ياغي: تاريخ شرق آسيا الحديث، ص17.
([29]) أحمد شلبي، موسوعة التاريخ الإسلامي 8/422، 423.
([30]) أحمد شلبي: موسوعة التاريخ الإسلامي، 8/423-424.
([31]) محمود شاكر: إندونيسيا، ص78-79.
([32]) عبد الرحمن زكي: المسلمون في العالم اليوم، ص54.
([33]) فؤاد محمد فخر الدين: تاريخ إندونيسيا الأدبي والتحريري والإسلامي، ط. الدار القومية للطباعة والنشر، القاهرة، 1965م، ص30، 40.
([34]) حبيب جاماتي: الجزر الخضراء هندونيسيا، ص95.
([35]) محمد أحمد السنباطي: حضارتنا في إندونيسيا، ص117، 119.
([36]) أحمد شلبي: موسوعة التاريخ الإسلامي، 8/447.
([37]) فؤاد محمد فخر الدين: تاريخ إندونيسيا الأدبي والتحريري والإسلامي، ص13.
([38]) لوثروب ستودارد: حاضر العالم الإسلامي، ترجمة عجاج نويهض، ط. دار الفكر، بيروت، الطبعة الرابعة، 1973م، ص1/348.
([39]) محمد عبد الرؤوف: الملايو وصف وانطباعات، طبعة الدار القومية للطباعة والنشر، القاهرة، 1966م، ص49، وانظر ماركو بولو: رحلات ماركو بولو، ترجمة عبد العزيز جاويد، طبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1996م، ص30.
([40]) لم أحصل له على ترجمة.
([41]) محمد أحمد السنباطي: حضارتنا في إندونيسيا، ص172، 173، ومحمد فريد وجدي: دائرة معارف القرن العشرين، مادة الصين.
([42]) قيصر أديب: الإسلام في الشرق الأقصى، ترجمة نبيل صبحي، ط. بيروت، 1966م، ص27.
([43]) رؤوف شلبي: الإسلام في أرخبيل الملايو، طبعة كلية أصول الدين، جامعة الأزهر، مطبعة السعادة، القاهرة، 1975م، ص38-40.
([44]) محمود شاكر: إندونيسيا، طبعة المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثامنة، 1987م، ص27، 28.
([45]) كانتون: إحدى المواني الرئيسية للصين. انظر: محمد عتريس، معجم بلدان العالم، طبعة الدار الثقافية للنشر - القاهرة 2002م، ص81.
([46]) جيب جاماتي: الجزر الخضراء هندونسيا، ص39، 40.
([47]) هاري هازارد: أطلس التاريخ الإسلامي، ترجمة وتحقيق إبراهيم خورشيد، طبعة بيروت، بدون تاريخ، ص42.
([48]) محمد فريد وجدي: دائرة معارف القرن العشرين، مادة الصين.
([49]) رؤوف شلبي: الإسلام في أرخبيل الملايو، ص42.
([50]) الصُّغْدُ: كورة عجيبة ثمرتها سمرقند، أما فرغانة: فهي مدينة وكورة واسعة بما وراء النهر، متاخمة لبلاد تركستان. ياقوت الحموي، معجم البلدان، طبعة دار الفكر - بيروت، دار صادر - بيروت، (د. ت)، 3/409، 4/253.
([51]) عبد الرحمن زكي: المسلمون في العالم اليوم، ص72.
([52]) هاري هازارد: أطلس التاريخ الإسلامي، ص42.
([53]) مالابار وقيل مليبار: إقليم كبير عظيم يشتمل على مدن كثيرة وهي في وسط الهند. ياقوت الحموي، معجم البلدان 5/196.
([54]) عبد الرحمن زكي: المسلمون في العالم اليوم، ص1.
([55]) البلاذري: فتوح البلدان، طبعة القاهرة، (د. ت)، والبيرون بلدة في السند وهي التي ينسب إليها أبو الريحان البيروني، ص530-536.
([56]) هاري هازارد: أطلس التاريخ الإسلامي، ص42، وبَرْوَجُ هي مدينة من أشهر مدن الهند البحرية. ياقوت الحموي، معجم البلدان 1/404.
([57]) لوثروب ستودارد: حاضر العالم الإسلامي 1/345، 346، عبد الرحمن زكي: المسلمون في العالم اليوم، ص156.
([58]) محمد عبد الرؤوف: الملايو وصف وانطباعات، ص49، وهاري هازارد: أطلس التاريخ الإسلامي، ص42.
([59]) لوثروب ستودارد: حاضر العالم الإسلامي، 1/366.
([60]) وزارة الاستعلامات بإندونيسيا: إندونيسيا، ص19.
([61]) رؤوف شلبي: الإسلام في أرخبيل الملايو، ص47.
([62]) عبد الرحمن زكي: المسلمون في العالم اليوم، ص57.
([63]) عبد الرؤوف شلبي: الإسلام في أرخبيل الملايو، ص55.
([64]) عباس العقاد: الإسلام في القرن العشرين، طبعة مكتبة نهضة مصر - القاهرة (د. ت)، ص48.
([65]) البوذية: فلسفة وضعية انتحلت الصبغة الدينية، وقد ظهرت في الهند بعد الديانة البرهمية، وقامت على أساس أن بوذا هو ابن الله ومخلص البشرية من مآسيها. انظر الندوة العالمية للشباب الإسلامي، الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة، نشر دار الندوة العالمية للطباعة والنشر والتوزيع، طبعة الرياض، 2003م، 2/758-763.
أما الوثنية: فهي مذهب عبدة الأوثان أو الطبيعة، والوثن هو كل ما له جثة مصنوعة من جواهر الأرض أو من الخشب والحجارة كصورة الآدامي تصنع وتنصب وتعبد. مصطفى الخطيب، معجم المصطلحات والألقاب التاريخية، ص438، وانظر: إسماعيل أحمد ياغي، ومحمود شاكر: تاريخ العالم الإسلامي، طبعة دار المريخ - الرياض - السعودية، 1995م، 1/222، 223.
([66]) أحمد شلبي: موسوعة التاريخ الإسلامي، 8/457-459.
([67]) رؤوف شلبي: الإسلام في أرخبيل الملايو، ص55، 56، إسماعيل أحمد ياغي: تاريخ شرق آسيا، ص173، 174.
([68]) علي الطنطاوي: إندونيسيا، طبعة دار المنارة، جدة - السعودية، 1992م، ص35.
([69]) محمد عبد الرؤوف: الملايو وصف وانطباعات، ص82، وعبد الرحمن زكي: المسلمون في العالم اليوم، ص57.
([70]) رؤوف شلبي، الإسلام في أرخبيل الملايو، ص57.
([71]) رؤوف شلبي: الإسلام في أرخبيل الملايو، ص58.
([72]) رؤوف شلبي: الإسلام في أرخبيل الملايو، ص59.
([73]) إمبراطورية ماجافاهيت: هي دولة بوذا في جاوا، التي كانت معقل عقيدة الهندوكية. رؤوف شلبي، الإسلام في أرخبيل الملايو، ص56.
([74]) إسماعيل أحمد ياغي، ومحمود شاكر: تاريخ العالم الإسلامي، 1/224.

Comments