Pergerakan Islam di Indonesia Karya DR. Karam Farahat - Muqaddimah

Pergerakan Islam di Indonesia
Faktor - Pertumbuhan - dan Pengaruhnya dalam Bidang Sosial Budaya

المقدمة
دخل الإسلام جزر إندونيسيا في شكل تدرج سلمي بطيء منذ القرن الأول الهجري-السابع الميلادي، وذلك على أيدي العرب الذين جابوا هذه البلاد منذ قديم الزمن في تجارتهم البحرية مع الشرق.
فالحقيقة أن دخول الإسلام ليس عن طريق الحرب والغزو أو الفتح، فالروايات المتناثرة هنا وهناك سواء في دوائر المعارف أو المراجع التاريخية القديمة والحديثة تدل على أن الإسلام بدأ يهتم بحركة امتداد الدعوة الإسلامية وبثها في جزر الشرق الأقصى في وقت مبكر، إبان عصر الصدر الأول، حيث سافر أحد دعاة الصحابة الماهرين في شئون الدعوة ويُدعى «رهاب بن رعشة» إلى الصين لنشر الإسلام الحنيف في ربوعها، وكان ذلك بعد الهجرة ببضع سنوات، وهناك تعلم اللغة الصينية ودرس عادات القوم وطبائعهم وعقائدهم القديمة، ثم أخذ يبث فيهم دعوة التوحيد، فتجمع الناس حوله وأثار أمره إمبراطور الصين آنذاك «شاي تسونج» فأذن له بمقابلته عام 628 ميلادية، وهذا التاريخ يوافق السنة السابعة من الهجرة.
فليس معنى هذا أن دخول الإسلام وانتشاره في تلك المناطق توسع عربي دوافعه التجارة وسد الجوع والحرمان، فالعرب لم يجهلوا البحر لا في جاهليتهم ولا في إسلامهم، فقد باشروا التجارة قبل الإسلام وبعد الإسلام، ودخلوا إندونيسيا في ثوب تجاري لنشر الإسلام ووصلت الدعوة خالصة لوجه الله عز وجل، فكانت التجارة وسيلة أوصلت إلى الشعب الإندونيسي إشعاعات العقيدة الإسلامية التي تسربت إلى قلوب الناس فارتاحت أفئدتهم لهذه العقيدة.
بدأت البذور الأولى تثبت جذورها في تلك الأرض واتخذت جميع الوسائل لإدخال الإسلام إلى نفوس الشعب كمعاملة السكان للتعرف على الخلق الإسلامي لإقبال الناس على هذا الدين، حيث كان التجار المسلمون يشترون العبيد ويعتقونهم ليرفعوا من قيمتهم الشخصية ويدعونهم إلى الإسلام، كما أنهم يتزوجون من سكان البلاد فتدخل الزوجة في دين زوجها بعد أن تتعرف على حقيقة الإسلام عن قرب ويتبعها بذلك أهلها وأقرباؤها.
لقد سهل دخول الإسلام إلى تلك البلاد كون العرب قد دخلوها وهو يتاجرون في الحرير الصيني من قبل عام 600 ميلادية، أي قبل الهجرة النبوية بحوالي ربع قرن من الزمان، الأمر الذي سهل فكرة دخول الإسلام إلى تلك الجزر، عبر طريق التجارة البحري إلى «كانتون»، ومن المقبول أن يسلك طريق القوافل البرية إليها عبر سهول آسيا وجبالها.
وقد بدأت سمات الجماعة الإسلامية تتضح كجاليات لها طقوسها الدينية وتقاليدها الإسلامية ورغم اختلاف الجنسيات التي كانت تكون هذه الجماعات، فقد كانت تجمعها كلها كلمة واحدة هي الجماعة الإسلامية، فقد ألف الإسلام بين العرب والفارسيين والملاويين والإندونيسيين الذين رضوا بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبسيدنا محمد r نبيًا ورسولاً.
لقد زاد انتشار الإسلام فيها عن طريق التجار العرب والإندونيسيين على السواء لا سيما في عهد الخليفة العباسي «هارون الرشيد» (170-193هـ/ 786-809م) حيث كان التجار من الجانبين يلتقون في مواني الخليج العربي لتبادل التجارة فحل الإسلام محل البوذية والوثنية.
وتكاد تكون هناك منافسة كريمة بين الهنود والعرب، وكل منهما صاحب الفضل في نشر الإسلام في جزر الملايو وإندونيسيا؛ لأنها منافسة ترمي لنيل هدف سام، بينما كان العرب أسبق في القيام بنشر الإسلام لأنهم الذين تلقوا الإسلام قبل غيرهم وهم الذين حملوه إلى الشام ومصر والشمال الإفريقي والأندلس وفارس ثم إلى الهند وما وراء النهر وإلى الملايو وإندونيسيا وقد جاء الإسلام إلى إندونيسيا على المذهب الشافعي.
كذلك كان للحضارمة هجرات تاريخية إلى الملايو وإندونيسيا، فقد رحلوا تجارًا وعلماء، وكانوا يعرفونها قبل الإسلام، واستطاعوا أن ينشروا الإسلام في كثير من البلدان والأمكنة وأن يعاشروا السكان معاشرة أقرب إلى الامتزاج، وكان لهم دور بارز في نشر الإسلام بإندونيسيا وبالجزر والبلاد المحيطة بها.
وعندما أهلّ القرن العشرين بدأ الاستعمار الأوروبي الغربي الصليبي يفرض نفوذه على إندونيسيا، وبسبب صلابة وصمود أهلها في المقاومة فقد كبدت هذا الاستعمار خسائر فادحة وجسيمة، فما كانت تنتهي حرب حتى تندلع حرب أخرى، حتى طوّر الاستعمار حربه وأسلحته، وبدأت المقاومة الإندونيسية تغير من طريقتها وأسلحتها ومعداتها إلى نوع جديد من المقاومة وهو إنشاء الجمعيات والمنظمات والحركات الإسلامية التي تُركز نشاطها على عملية التثقيف والتنوير وافتتاح المدارس والمعاهد، ثم تطور إلى تأسيس العديد من المؤسسات الاجتماعية والدينية والخيرية، وتميزت بدعوتها إلى العودة الصحيحة إلى تعاليم الإسلام النّقية من الشوائب والبدع والخرافات، وقد أدت هذه الجمعيات دورها في الذود عن الإسلام في إندونيسيا، وساهمت في قضايا الإسلام العالمية، وقاومت الكثير من تعسف السيطرة الاستعمارية، وأذكت في الأمة روح النضال والمقاومة والجهاد، وكانت لها في كل ذلك مواقف ومآثر.
من هذا المنطلق نحن أمام عدد من الجمعيات والمنظمات الإندونيسية التي تمثل ظاهرة حضارية في إندونيسيا في النصف الأول من القرن العشرين، تلك الفترة التي هي موضوع البحث، وبناء عليه جاء اختيار هذا الموضوع وبحثه وبيان الدور الحضاري لهذه الجمعيات، ومدى أثرها الإعلامي في المجتمع الإندونيسي، وذلك من خلال تتبع نشأتها ونشاطها والدوافع التي تقف وراء هذه النشأة، لذلك عندما أتحدث عن هذه الظاهرة ونشاطها في إندونيسيا أجد من أهم دوافعها الدوافع الدينية من أجل الرغبة في نشر الخير والنماء على ربوع وطنهم، فتطور الأمر على أيديهم إلى إنجازات في شتى مجالات الحضارة سواء السياسية والاجتماعية والثقافية والإعلامية، هذه الجمعيات تستحق الدراسة والبحث بسبب إنجازاتها في كل المجالات، وأيضًا هي تجربة ينبغي النظر إليها بكل الحرص لكي يحتذي الناس مثالها، ويلتمسوا خطاها التي أساسها العمل الخيري التطوعي، ولقد وجدت من الضروري أن أكتب في مثل هذا الموضوع الذي يستحق التأريخ والتوثيق، في بلد مثل إندونيسيا ونشاط مثل هذا النشاط الفريد الذي يريد اهتمامًا أكبر، وبحثًا علميًا، وتطويرًا في العلاقات أكثر.
ترجع أهمية هذا الموضوع إلى معرفة الحركة الاسلامية ومدى ما أحرزته من سبق في المجتمع الإندونيسي على مسارات متعددة في مجالات الحياة المختلفة مما أكسبها أهمية، وضرورة وحاجة إلى البحث حولها من أجل معرفة دورها الحضاري في المجتمع الإندونيسي.
اشتمل الكتاب على سبعة فصول بخلاف المقدمة والخاتمة وجاءت على النحو التالي:
المقدمة: تناولت الحديث عن مدى أهمية الكتاب والتعريف به وخطته .
الفصل الأول: ويشتمل على التعريف بإندونيسيا من حيث الموقع والمساحة والطبيعة والمناخ، والسكان واللغات، كما يتناول الأديان في إندونيسيا قبل الإسلام، ثم يتناول دخول الإسلام في إندونيسيا وانتشاره بين الشعب الإندونيسي.
أما الفصل الثانى: فإنه يتحدث عن البواعث التى أدت إلى نشأة الحركة الإسلامية المتمثلة فى الجمعيات الدينية متضمنًا العديد من النقاط مثل: الحديث عن الباعث الديني، والباعث السياسي والوطني والفكري والأدبي، وباعث الفكر الشرقي، وباعث مجابهة أخطار البعثات التبشيرية، وباعث توحيد اللغة، وباعث تأثير الأحداث العالمية.
وأما الفصل الثالث: فإنه يتحدث عن الحركة الإسلامية من خلال النشأة والتكوين.
وأما الفصل الرابع: فإنه يتناول الحديث عن دور الحركة الإسلامية في الحياة السياسية والاقتصادية.
وأما الفصل الخامس : فإنه يتحدث عن دور الحركة الإسلامية في الحياة الاجتماعية والثقافية.
والفصل السادس : يتضمن الحديث عن دور الحركة الإسلامية في مجال الحياة الإعلامية.
الفصل السابع : الأثر الحضارى للإسلام فى إندونيسيا.
أما الخاتمة: فقد خلصت فيها إلى العديد من النتائج التي أسفر عنها البحث.
وأسأل الله عز وجل أن يتقبل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم.


Comments